التوسع الاستيطاني هو في جوهر أيديولوجيا الحركة الصهيونية منذ نشأتها حتى قيام دولة إسرائيل، واستمر هذا النهج بعد حرب 1967 حيث تمضي دولة الاحتلال في مشروعها الاستعماري التوسعي لإحكام سيطرتها على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية من خلال سرقة الأراضي الفلسطينية تحت مسميات مختلفة ولأغراض متعددة ولكن بهدف واحد وهو العمل على تأبيد احتلالها للأرض الفلسطينية وقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أسس وقرارات الشرعية الدولية

منذ عام 1967 اقامت إسرائيل ما يقارب ال 200 مستعمرة استيطانية وما يزيد عن 200 بؤرة استيطانية و136 قاعدة وموقع عسكري، مترابطة بشبكة من الشوارع الالتفافية التي تخنق التجمعات السكانية الفلسطينية التي أصبحت كانتونات وجزراً محاطة بمناطق نفوذ المستعمرات والتي تصل إلى 60 % من مساحة الضفة الغربية.

هذا فضلا عن سيطرة إسرائيلية على الموارد الطبيعية ومصادر المياه والبنية التحتية والتحكم بحركة السكان والبضائع عبر عشرات الحواجز العسكرية المنتشرة التي تقطع اوصال الأراضي الفلسطينية والتي وصلت ذروتها في إقامة جدار الفصل العنصري الذي ابتلع عشرات ألوف الدونمات من الأراضي الزراعية وعزل ألوف السكان عن أراضيهم ولم تكتفِ إسرائيل بهذه الإجراءات والممارسات بل قامت بهدم مئات البيوت والمنشآت وسلبها خصوصا في البلدة القديمة بالقدس والخليل كما أن عنف المستوطنين وتنكيلهم بالفلسطينيين بدعم وحماية جيش الاحتلال هو تعبير واضح وجلي حول طبيعة هذا الاحتلال وسياساته وممارسته التي تقوم على أسس عنصرية بأهداف استعمارية إحلالية.

وعليه يأتي هذا المعرض العاشر الذي ينظمه متحف ياسر عرفات لتسليط الضوء على واحد من أهم التحديات التي تواجه حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه ، فالشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته قادر على مواجهة هذه التحديات وتحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال.