احتضنت قاعة المنتدى في متحف ياسر عرفات، يوم الأحد الموافق 2023/10/01 ذكرى ميلاد القائد الوطني سعد صايل (أبو الوليد)، ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية- رفاق الدرب".
وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفيقه سعد صايل، وجميع شهداء الوطن العربي وفلسطين.
ورحب مدير عام مؤسسة ياسر عرفات د. أحمد صبح بالحضور، وأكد أن هذه الفعالية، التي تقام بالقرب من ضريح الرئيس الشهيد أبو عمار ومن مكان حصاره، بمثابة تكريم ووفاء للراحل صايل ولما قدمه لفلسطين وثورتها.
وأشار إلى أن الفعالية تقع ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية"، الذي تُنفذه المؤسسة وتُسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأكد د. صبح أن الراحل سعد صايل لم يكن قائداً اعتيادياً، بل كان مُختلفاً بامتياز، وشكل نموذجاً عسكرياً احترافياً في عهد الثورة الفلسطينية، حيث التحق بالكلية العسكرية وتدرج في الرتب العسكرية أثناء الثورة، وأضفى لها أبعاداً جديدة، وكان على تماس مع رجال الثورة في الميدان، ووصل لموقعه باستحقاق.
وعرضت المؤسسة فيلماً من انتاجها بعنوان "مارشال بيروت" يستعرض سيرة ومسيرة الراحل سعد صايل في محطات الثورة الفلسطينية واسهاماته في تطويرها.
وقال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح عضو اللجنة المركزية، إن سعد صايل شخصية استثنائية وله بصمة في تاريخ الثورة الفلسطينية، ولا يمكن معرفته بالقراءة عنه، وهو دائماً صامت ولا يتكلم وكان فعله أكبر دليل عليه.
وتابع العالول: "أشعر بالحرج عند الكلام عن القائد سعد صايل لما له من صفات، وأضاف إن هزيمة 67 أثرت في شخصية أبو الوليد بشكل كبير وجعلته يبحث عن الأمل في وجوه فدائية حركة فتح، والدخول في معركة عسكرية كبيرة ومستمرة مع الاحتلال الاسرائيلي، للوصول إلى التحرير".
وأضاف إن صايل من القادة الأقلاء الذين كانوا على تواصل دائم مع المقاتلين بشكل يومي ليتابع أحوالهم والمسيرة الثورية للقضية الفلسطينية، ولم يدخر أي جهد مادي أو معنوي لمدّ الثورة الفلسطينية بتقنيات جديدة، كما أنه استخدم علاقاته مع العديد من الدول للحصول على أسحلة وذخائر بتقنيات جديدة.
وقال: "أبو الوليد بذل جُهداً كبيراً من أجل بناء القوات وتقسيمها وتبعيتها، وفتح الكثير من الآفاق من خلال علاقاته مع الدول لتدريب الثوار الفلسطينيين، وعمل على دمجهم مع أفراد من الجيش النظامي الأردني والسوري واللبناني".
وأشار العالول إلى أن سعد صايل منح لقب "مارشال بيروت" لدوره البارز في الصمود التاريخي والأسطوري خلال حصار بيروت، برفقة الشهداء ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف.
ومن جهته أكد الكاتب والسياسي نبيل عمرو، أن اغتيال القائد سعد صايل "أبو الوليد" كان ما كان لرصاصة الاغتيال أن تُخطئ صدر أبو الوليد لما له من دور كبير وبارز في تاريخ الثورة الفلسطينية لحين استشهاده بتاريخ 27/9/1982 في لبنان.
وأضاف إن أبو الوليد عسكري مُحترف، يقوم بدوره العسكري على أكمل وجه دون الإرتباك والالتفات لصغائر الأمور حتى في أحلك الأحداث.
وتابع: " شكل أبو الوليد منظومة عسكرية كبيرة ومشتركة ومنظمة من جنود غير متجانسين، وروض الحالة الفوضوية التي نشأت بعد أحداث بيروت.
وذكر عمرو أنه وبارتقاء سعد صايل خسرت فلسطين علماً مميزاً من أعلامها وقائداً عسكرياً وسياسياً قلَ نظيره.
وفي كلمة العائلة شكر وليد سعد صايل عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، الحضور للمشاركة في إحياء ذكرى ميلاد والده، كما شكر مؤسسة ياسر عرفات على تنظيم هذه الفعالية.
وقال: "لم كان والدي قائداً ومدافعاً ومبدعاً في ميادين القتال فحسب، بل كان أباً حنوناً وجبلاً صلباً يسندنا في أحلك وأصعب الظروف".
وتابع هي ذكرى أب لا يتكرر في الحياة أبداً، ولا تزال ذكراه معطف أمان في ليالي العمر، وورق أيلول الأصفر يعيد نسج مواقفه التي عجزت عن قولها آلاف الكتب، وهو صاحب العطايا التي تنبعث من حضرتها الحياة وقسوة الطبيعة في ساحات الجهاد العربية، ليستخدم علم السلاح والحب والحرب بين كفيه لعودة فلسطين.
وشدد وليد سعد صايل على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ففلسطين لكافة أبنائها على اختلافهم تبقى هي الصلاة الجامعة، ولا تزال القدس منبع القوة للوصول إلى تحرير فلسطين حرة.
يذكر أن سعد صايل أُستشهد يوم الإثنين 1982/9/27 أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد أن طالته يد الغدر الإسرائيلية في عملية اغتيال، عندما تعرض موكبه لكمين مُسلح على الخطَ الرابط بين منطقتي الرياق وبعلبك، أثناء جولة تفقدية له لقوات الثورة الفلسطينية المتواجدة في البقاع اللبناني.