ندوة سياسية تناقش التطورات المستقبلية عقب قرار مجلس الأمن (2334) ومؤتمر باريس للسلام

2017-01-19

رام الله ‏19-1-2017 وفا- قدم رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ياسر عرفات" ناصر القدوة مساء أمس الأربعاء، تقييما لقرار مجلس الأمن 2334، وخطاب وزير خارجية أميركا جون كيري والإدارة الأميركية الجديدة ومؤتمر باريس، وذلك خلال ندوة عُقدت في متحف الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله.

وفي حديثه عن قرار مجلس الأمن (2334) الذي أدان الاستيطان، قال القدوة، إنه قرار مهم جدا يشكل إضافة سياسية هامة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنا أرى أن كل من ينتقد القرار غير مدرك للأمور، فقرارات مجلس الأمن حول الوضع في الأرض الفلسطينية هي حزمة واحدة ويجب أن تقرأ بشكل مشترك، ولا يمكن تقسيمها لقرارات حول المستعمرات أو حول القدس أو غير ذلك.

وأضاف أن القرار يضيف ويتكامل مع ما هو قائم وهو ما يوصلنا للمنظومة القائمة الفعالة والقادرة على إحداث الفرق، فالقرار يضم مجموعة من النقاط الأساسية أولها: المركز القانوني للأرض الفلسطينية باعتبارها أرض محتلة وللمستعمرات باعتبارها غير قانونية، وثانيها: بالنسبة للأنشطة الاستعمارية بما فيها القدس، فالقرار يكرر مطالبته لإسرائيل بأن توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستعمارية في الأرض المحتلة بما فيها القدس الشرقية وأن تحترم التزاماتها القانونية بهذا الصدد.

وقال: أما النقطة الثالثة فتتمثل في الموقف من خطوط الرابع من حزيران في العام 1967 بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إذ ربطت إمكانية حدوث التغييرات باتفاق الطرفين من خلال المفاوضات.

وتابع: كما نص القرار  على التمييز بين إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال، وبين الأرض المحتلة من جهة أخرى، فيما تمثلت النقطة الخامسة بتحديد الموقف من العنف والإرهاب والتدمير والتحريض، فهو يدين العنف الممارس ضد المديين، كما يحث القرار على تعزيز الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى سلام على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.

وتابع القدوة: كما أكد القرار أهمية البحث عن السبل والوسائل العملية الكفيلة للتنفيذ الكامل للقرارات ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بخطاب كيري الأخير قال: إنه تضمن هجوما كبيرا على المستعمرات الإسرائيلية وقد برر عدم استخدام حق الفيتو ضد قرار مجلس الامن 2334، وأكد أن المستعمرات تقوض حل الدولتين وتدفع بكل كارثي بالنسبة لإسرائيل، والجزء الأخير من خطابه يتضمن ست مبادئ يمكن أن توفر أساسا ممكنا لمفاوضات جادة.

وقال: إن كيري حدد مواصفات الاتفاق الذي يجب الوصول اليه بما يضمن الحدود الآمنة والمعترف بها وفق القرار 242 وألا يخضع وجود دولة فلسطين للتفاوض، فهو يتحدث عن ترسيم الحدود بين فلسطين وإسرائيل ويصر على أن تكون خطوط 1967 أساسا للتفاوض وأن أي تعديلات يجب أن يكون متفق عليها ومتساوية وهي المرة الأولى التي يطلب أن تكون الحدود متساوية.

وأضاف القدوة: إن القرار يحقق رؤية دولتين لشعبين على أساس الشرعية الدولية وليس على أساس رواية دينية وأن الاعتراف يكون متبادلا بين الطرفين، وأن شرطها هي حقوق متساوية بشكل متكامل لجميع مواطني الدولتين، وأن يوفر حلا عادلا ومتفقا عليه وواقعيا للاجئين الفلسطينيين بما في ذلك التعويض بما ينسجم مع دولتين لشعبين، وهذه الرؤية أقرت للمرة الأولى بمعاناة اللاجئين و"بعودة عدد محدود من اللاجئين بما لا يخل بالأغلبية الإسرائيلية".

وتابع: إن كيري دعا لتوفير حل متفق عليه للقدس ويحمي ويؤكد حرية الوصول للأماكن المقدسة بما يتناسب مع الوضع القائم على الأرض، هو يرفض الموقف الإسرائيلي في هذا المجال بشكل كبير.

وقال: إن مبادئ كيري مهمة للغاية، ولكن من المعيب أنها جاءت متأخرة فلو طرحت قبل سنتين لكان الوضع مختلف عما هو عليه الآن، وبغض النظر عن هذا فهذه الملاحظات تبقى هي التي تحظى بدعم وقبول أوباما، فهي تمثل موقفا رسميا للإدارة الأميركية حتى لو كان في فترتها الأخيرة وهذه أهمية يجب ألا نقلل من أهميتها.

وتابع القدوة: إن الهدف المركزي هو مواجهة احتمال القضاء على حل الدولتين والدفاع عن حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن، وفي المقابل فإن الحل الكارثي يتمثل باستيلاء إسرائيل على مزيد من الأرض وعزل الفلسطينيين وعدم الإقرار بحقوقهم.

وأثنى على الجهد الفرنسي المبذول لإعطاء دفعة لعملية السلام إلى الأمام، مضيفا: لقد تحركت فرنسا لإعطاء الاهتمام اللازم لإنقاذ حل الدولتين والتأكيد على المسؤولية الدولية واستعداد المجتمع الدولي للمساعدة في ضمان الوصول إلى حل ينهي الصراع القائم.

أما فيما يتعلق بالإدارة الأميركية الجديدة واحتمال نقل السفارة الأميركية للقدس، فقال القدوة: إنه من الصعب التنبه لسياسات أو مواقف الرئيس الأميركي المنتحب وإدارته، فنحن نتحدث عن رئيس غير سياسي وغير تقليدي وصاحب مواقف حادة وأحيانا متناقض، مثلما تحدث عن نقل السفارة وعن حل سياسي للقضية الفلسطينية وهذا تناقض، والتعينات التي أعلن عنها لم تساعد على فهم الأمور بشكل أوضح أيضا.

وأردف إن النتائج المترتبة على نقل السفارة هي ضرب النظم الدولية وضرب المصالح الدولية المتعددة بالقدس، وضرب إمكانية تحقيق السلام عبر تسوية سياسية، كما أن هذا يعني إخراج الولايات المتحدة من موقع الوسيط ووضعها في وضع الدولة المعتدية، الخارجة عن القانون الدولي.

وأشار إلى قرار مجلس الأمن( 2334)، ومبادئ كيري يمكن أن تسهم بشكل جيد في بناء استراتيجية وطنية فلسطينية دفاعية وهجومية فيما يتعلق بالاستعمار الإسرائيلي.

وكان قد افتتح الندوة الكاتب يحيى يخلف، مرحبا بالحضور من الشخصيات الوطنية والقناصل والسفراء، باسم مؤسسة ياسر عرفات ومتحف ياسر عرفات، موضحا أنها الندوة الأولى التي تنظم في "قاعة المنتدى"، التي تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى مكتب الرئيس أبو عمار في غزة.