أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأربعاء 2024/3/13 ذكرى ميلاد شاعر الثورة وسيد الكلمة محمود درويش، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات والشاعر محمود درويش، وجميع شهداء فلسطين.
ورحب د. أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات بالحضور، قائلاً: إن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية-رفاق الدرب"، الذي تُنفذه المؤسسة للسنة الثالثة على التوالي وتُسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات، مشيراً إلى أن هذا العام سيتم أيضاً إحياء ذكرى ميلاد أبو علي مصطفى وماجد أبو شرار وسليم الزعنون.
وتابع صبح من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير تقوم المؤسسة بإحياء ذكرى ميلاد شاعر الثورة وسيد الكلمة محمود درويش تكريماً ووفاءاً له، ولما قدمه لفلسطين وقضيتها، وبكلمات ومشاعر درويش نلتقي اليوم لإحياء ذكراه، ومع استمرار القتل والتدمير والتجويع نصّر على حقنا في الحياة ما استطعنا إليه سبيلا.
واستعرض صبح بعض الجوانب والصفات لمحمود درويش، قائلاً: " لم يكن شاعراً عادياً فقد أقام الدنيا وأقعدها حيث حلّ، إنه ظاهرة وصناعة وطنية من طراز نادر"، مستذكراً حادثة: "ليس طبيعياً أن يملئ شاعر ملعباً رياضياً كما فعل درويش ابن البروة في دمشق"، كما استذكر أيضاً أن أهم وثائق شعبنا المعاصر اتسمت بجماليات وابداعيات محمود درويش في خطاب ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 1974، كما اعلان الاستقلال عام 1988 في الجزائر.
وعرضت المؤسسة فيلماً من انتاجها بعنوان "شاعر الثورة وسيد الكلمة" يستعرض سيرة ومسيرة الشاعر محمود درويش واسهامته في الثورة الفلسطينية.
ومن جانبه ألقى كلمة مؤسسة محمود درويش عضو مجلس أمنائها الكاتب والقاص محمد علي طه شكر فيها مؤسسة ياسر عرفات على هذه الفعالية، وما قاموا به من إحياء لذكرى ميلاد محمود درويش سيد الكلمة.
وتابع طه، نلتقي اليوم بجانب طائر الفنيق ياسر عرفات، وصاحب ريشة الإبداع الفنان محمود درويش ونستذكر صفاته بأنه الشاعر الفذ صاحب الكلمة والنثر والشعر التي ارتبطت بالأرض والوطن والمهجر والمنفى، ليحرس الوطن بكلماته.
وقال طه: "إن علاقتي ترتبط بدرويش منذ زمن بعيد 5 عقود وأكثر، بدأنها بتعلم الكلمة في مقاعد الدراسة في الداخل المحتل وبكل مراحل حياته وصولاً إلى العودة لأرض الوطن".
وأضاف إن الاحتلال الإسرائيلي كان يخافوا من قصيدة محمود درويش، وحاربوها في الداخل المحتل ووصفوه المحرض منذ كتب قصيدة سجل أنا عربي.
وأنهى طه كلامه، كوننا فلسطينيون لن نغادر ولن نرحل، وأننا على درب محمود درويش.
ومن جانبه قال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل المحتل، إن هذه الفعالية ما هي إلا شكل من أشكال الرقي التي تتمتع بها الدولة الفلسطينية ومن متحف ياسر عرفات نحتفل بالشاعر محمود درويش ونضعه بمكانة الزعماء.
وأضاف بركة، في هذه الظروف الصعبة التي تمر على شعبنا بكل أماكن تواجده وخصوصاً غزة، نتكئ على كلام وشعر محمود درويش ليخفف عنا وطأة ما نعيشه. واصفاً ذلك بأن الضحية تواجه تبهيم القاتل ووقتها نستعين بزهر اللوز.
وتابع إن الصهيونية الغاشمة لا تسمح لدرويش ولا لأي فلسطيني أن يتمادى في شعره وكلامه، وهنا أذكر ما قاله درويش عن غزة،
وإن سألوك عن غزة قل لهم: إن بها شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، يودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد، هذا حال الفلسطيني الموجود في غزة.
كما أكد بركة على ضرورة الوحدة الفلسطينية الداخلية قائلاً:" لن أتنازل من على أي منبر أصعده ومن هنا، من منبر ياسر عرفات ومحمود درويش.. أتسائل؟ ما الذي يجب أن يحصل كي نستعيد وحدتنا.
كما ألقى كلمة أصدقاء محمد درويش الكاتب والسياسي نبيل عمرو قال فيها، إن سلوك محمود درويش في الحياة مختلف تماماً عن غيره، فهو حرٌّ في كلامه إلى أي أبعد حد ورسم حياة خاصة لها.
وأكد عمرو على أنه لا يوجد شاعر ولا كاتب صور حالتنا الفلسطينية العميقة في كل تفاصيلها بأدق العبارات والمشاعر كمحمود درويش، فهو كما وصفه أحد الأصدقاء "صاقل الماس".
واستذكر عمرو بعضاً من القصص الشخصية عن درويش وهي، علاقاته الجيدة والمتميزة مع كل كتاب واتحادات الكتاب، وهو ذات قيمة عالية على مستوى العالم.
والقصة الأخرى عن الزيارة الأخيرة لوالدته في الداخل الفلسطيني المحتل وما امتزجت به من مشاعر.
والقصة الأخيرة كيف كتب محمود أهم خطاب للشعب الفلسطيني "إعلان الاستقلال"، كما كتبه بمفرده.
وعن علاقته المتينة بياسر عرفات استذكر عمرو كيف اعتبر أبو عمار محمود درويش بالوردة الثقافية وأراد يزين فيها اللجنة التنفيذية بها.
وحضر الفعالية أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وأعضاء من المجلس الثوري وشخصيات اعتبارية عديدة، وكتاب.
كما تتضمنت الفعالية معرض صور بعنوان "صور من الذاكرة الوطنية للراحل شاعر الثورة وسيد الكلمة محمود درويش".