جرى في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات في مدينة رام الله، الأربعاء 2021/10/27، مراسم تأبين الشاعرة والمترجمة والمناضلة سلافة حجاوي، لمناسبة مرور 40 يوما على رحيلها.
وأقيمت مراسم التأبين برعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وشخصيات سياسية وثقافية رفيعة.
في كلمته نيابة عن الرئيس، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني أحمد مجدلاني، إن 40 يوما مرت على وفاة المغفور لها الشاعرة، الأديبة، المفكرة، الباحثة، المناضلة سلافة حجاوي.
وأضاف: ما بين عام 1934 تاريخ ولادتها وعام 2021 تاريخ وفاتها، كان هناك مشوار طويل من الألم، والأمل من العطاء، والعمل، من البحث والاجتهاد، من الشعر والأدب، كل ذلك شكل شخصية هذه المرأة الفلسطينية الفريدة من نوعها، التي واكبت مراحل النضال الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي بأدق تفاصيل كل مرحلة.
وتابع "نحن نؤبن اليوم امرأة فلسطينية نذرت حياتها لخدمة قضية شعبها، فلم يُعرف عنها سوى إيثار العمل على حياتها الخاصة، فلم تشتكِ يوما من تعب أو ضيق، سلافة حجاوي التي تمتعت بشهادة الجميع بشخصية قوية حازمة وإرادة حديدية، إضافة لتمتعها برؤية ثاقبة، وقوة تحليل عميقة، لم تكن طامعة في منصب أو مكانة، بقدر شغفها في خدمة قضية شعبها ووطنها".
وأردف مجدلاني "من نابلس إلى بغداد إلى تونس إلى غزة فلسطين، محطات رئيسية في حياة المرحومة المناضلة سلافة حجاوي، تنقلت من خلالها بين العمل الأكاديمي في جامعة بغداد إلى العمل النقابي في اتحاد الكتاب الفلسطينيين وإتحاد المرأة الفلسطينية، مرورا بالعمل كمستشارة للشؤون السياسية لدى مكتب رئيس اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير في تونس الرئيس الشهيد ياسر عرفات، انتهاء برئاستها لمؤسسة من أبرز مؤسسات المنظمة وهي مركز التخطيط الفلسطيني".
وقال "إننا في منظمة التحرير وإذ نؤبن رمزا من رموز العطاء لجيل من الرواد حفر في الصخر لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان الأجيال القادمة، وحاضرة في ذهن ضمير ووجدان العالم. لا يسعنا الا ان نقر بأنه بوفاة المناضلة سلافة حجاوي نكون قد خسرنا رقما مهما في معادلة المرأة الفلسطينية المناضلة، حيث ساهمت الفقيدة في إكساب المرأة الفلسطينية ثوبا من المهابة على الصعيدين العربي والدولي، وهي من ساهمت كغيرها من المناضلات في تقليد نساء فلسطين أرقى المناصب والاضطلاع بأدوار مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني".
بدوره قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن حجاوي كانت باحثة ومؤرخة، استفاد منها العراقيون، ورأوا أن موقعها ليس مسجلا في الكلية، فكان لها تأسيس "مركز الدراسات الفلسطينية" في جامعة بغداد، وكان يصدر مجلة شهرية تولت رئيسة تحريرها، عرفت كيف توطد علاقتنا بالشعب العراقي.
وأضاف: عملت حجاوي مستشارة سياسية لياسر عرفات، ومترجمة له في العراق وتونس، وحتى خارج العراق وتونس، وكانت تعرف أدق تفاصيل العمل السياسي في العراق، وكيف نوطد علاقاتنا مع شعب العراق، الذي شاركنا في معارك فلسطين 1948.
وبين: كانت العنيدة، بالشكل الايجابي، بالتمسك في مبادئها، كانت تحنو على كل الطلبة لتجعل منهم أبناء الثورة الفلسطينية، كي لا يحيدوا إلى هنا أو هناك.
بدوره قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن حجاوي كانت بعد قدوم السلطة الوطنية عام 1994 منارة من منارات العطاء واسما يبحث عنه أبناء جيلي.
وتابع: كانت تتابع بحرص كافة الفعاليات الثقافية، وممن ساهموا في خلق مشهد ثقافي متميز في غزة، وكانت تهتم بالجيل الشاب وتجاربه من خلال عملها في مركز التخطيط والأطر المنظمة، كما كانت لها تحفظات على الاستعجال في الكتابة.
وبين أبو سيف: اهتمت بترجمة الشعر والأدب العالمي، وترجمة الشعر الفلسطيني المقاوم ونقله للعالمية، في تلاحم بين شخصيتها المثقفة والمقاومة، محرضة في مقولاتها الموجهة للمثقفين على الانتصار للحق والضعفاء والفقراء.
من جانبها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، من عرف سلافة شخصيا هم المحظوظون، إنها المدرسة والقائدة والإرث العظيم.
بدوره أوضح الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، أن سلافة ليست مثقفة فقط، بل المثقفة الحالة النادر والاستثناء في زمن العادي والعاديين، المغايرة والمعاندة، والقادرة على الحفر جماليا في الشعر والبحث والترجمة والأخذ من كل ثقافي.
كما ألقى عماد حجاوي كلمة العائلة، شكر خلالها القيادة الفلسطينية على الرعاية الصحية التي قدمتها لسلافة، داعيا الى ان يكون نتاجها منهاجا لما تمثله ترجماتها وابداعاتها الشعرية من كنز ثقافي للأجيال المتعاقبة.
وألقى الشاعر المتوكل طه قصيدة "لها الاغنيات" التي كتبت كلماتها سلافة، والشاعر محمد دقة عدة مقاطع شعرية من أشعارها، ورافقهما عازف العود اياد استيتي.
كما جرى عرض فيلم قصير عن حياة الراحلة حجاوي، أنتج بالتعاون بين وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ودائرة التخطيط في منظمة التحرير، ووزارة الثقافة.
وتناول الفيلم قصائدها وكتاباتها وترجماتها، وتحدث فيه أصدقاء وزملاء عمل وأقارب حول حياة سلافة مستعيدين ذكرياتهم معها، وعددوا مناقب الفقيدة ورؤيتها وأهدافها وأفكارها ونضالها، وإصرارها على العودة إلى فلسطين بعد رحلة من فلسطين إلى بغداد إلى تونس عودة إلى فلسطين.
وعمل على تنظيم التأبين كل من: دائرة التخطيط الفلسطيني في منظمة التحرير، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، وتلفزيون فلسطين، ووكالة "وفا"، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.